السبت 08 تشرين الأول 2011
من الأكلات التراثية التي اشتهرت بها جزيرة أرواد منذ مئات السنين،
فأساسها من منتجات طبيعتها البحرية وصناعها أيدي النساء الجزراويات.
وقد انطلقت أكلة الكبة بالسمك من هذه الجزيرة الصغيرة الوحيدة في سورية إلى مختلف المناطق والمحافظات كتراث تناقلته النساء الجزراويات
أينما حلوا وسكنوا، حيث تناقلت الأجيال الأروادية المتعاقبة صناعة هذه
الأكلة عبر قرون متتالية حتى وصلت إلى أبناء هذا الجيل ليملؤوا بها مطاعمهم
المنتشرة في الجزيرة والفنادق القريبة منها، وهذا بحسب تعبير الأستاذ "علي
نجم" رئيس بلدية جزيرة أرواد
أما الحاج محمد عبد الباري حسين ولقبه الشيخ هاني رئيس جمعية صيادي أوراد فقال إن الطبيعة البحرية المحيطة بالجزيرة جعلتنا نستفيد ونسخر
كل ما يخرج وينتج عنها لمتابعة وممارسة حياتنا اليومية، ولتصبح مع مرور
الأيام تراثاً يمثل هذه الجزيرة ويعرف بها، فأغلب زوار الجزيرة القاصدين
التمتع بها عندما يريدون تناول طعامهم في أحد مطاعمها يطلبون أكلة الكبة
بالسمك لتذوقها والتمتع بطعمها الرائع، وليشعروا بأنهم زاروا الجزيرة
بالفعل.
فهذه الأكلة الشعبية المنتشرة والمعروفة بدسمها وفوائدها الغذائية لا يكاد يخلو منها منزل من منازل الجزيرة في أي يوم
السيد عبد الباري حسين ابن الشيخ هاني أكد أن لصناعة أكلة الكبة بالسمك نوعاً خاصاً من السمك
لا يمكن أن تنجح صناعتها وتعطي طعمها المعروف دونه، وهنا يقول لا
يمكن صناعة هذه الوجبة الغذائية بأي نوع السمك البحري وإنما تحتاج إلى
سمكة البلميدا ذات الحجم الكبير المعروفة بكثافة لحمتها ولذتها وقد توجد
هذه السمكة بالقرب من الشواطئ ولكنها ليست جيدة كالتي نصطادها من عرض
البحر لأنها كلما اقتربت من الشواطئ تعتاش على الفضلات المنتشرة فيه
وخاصة فضلات البواخر الراكنة المتوقفة أما التي تكون في عرض البحر
فطعامها معروف وهو الحشائش والأسماك الصغيرة
السيدة خديجة عبيد التي التقاها موقع eSyria بتاريخ 1/8/2011 تحدثت لنا
عن طريقة صناعة أكلة الكبة بالسمك فقالت: بعد إحضار سمكةالبلميد
ذات الحجم الكبير الملأى باللحم والحسك القليل والتي تكون قد نظفت جيداً في
عرض البحر بالمياه المالحة نقوم بسلقها بالماء على نار هادئة مع إضافة
قطعتين صغيرتين من البصل لتعطيها نكهة مميزة وتسحب زفرة السمكة منها فهذا
النوع من السمك يتميز بزناخته ودسمه
بعد سلقها ننتزع العمود الفقري منها ونجرد اللحمة من كامل الحسك، وفي هذه الأثناء نكون قد قمنا بطحن كمية معينة من
البرغل بما يتناسب مع حجم الوجبة المراد صناعتها ليصبح ناعماً، ثم
نقوم بنقعه بالماء لحوالي الساعة ليصبح طرياً بعض الشيء حيث نعمد إلى فركه
وعركه باليدين قليل ومن ثم إضافة نسبة من لحم السمك إلى البرغل وإعادة
عركه مرة ثانية ليصح المزيج متجانساً
وتتابع نقطع مزيج البرغل المعروك بلحمة السمك إلى قطع كبيرة ونتركها حتى
ترتاح وفي هذه الأثناء نقوم بتجهيز ما تبقى من لحمة السمك المشفى مع
التوابل والبهارات ووضعها على نار هادئة لمدة عشر دقائق حتى تحمر قليلاً
وبعدها نبدأ بأخذ كل قطعة من قطع البرغل المعروك والمقطع إلى قطع كبيرة
ونقطعها إلى قطع صغيرة ليصار إلى عملية تكبيبها باليدين بحيث تصبح كل واحدة
منها بشكل الكأس الصغير ومن ثم نضيف إلى داخلها لحمة السمك المحمرة، وذلك
بحسب حاجة وحجم الكبة المجوفة
ويمكن تقدير ذلك لتكون الكبة مناسبة ومثالية بوضع ثلثي الكبة لحمة وترك
الثلث الباقي فارغاً لنتمكن من تجميعه على بعضه وإغلاق الكبة به، لكي لا
تتفرغ الكبة من محتواها، ونتابع هذه العملية لحين انتهاء قطع البرغل
المعروك التي
صنعناها
بعد عملية التكبيب نصل إلى عملية الطهو، وهنا تقول نضع الزيت على النار
لمدة عشر دقائق فقط ثم نبدأ بوضع قطع الكبة فيه وبالتتالي لتحافظ على
تماسها ونقلبها كل خمسة دقائق حتى تصبح ذات لون ذهبي موحد وهذا دليل على
نضجها بالشكل الأمثل ومن ثم نرفعها عن النار ونضعها في الوعاء الخاص إلى
جانب القليل من البقدونس المفروم والبندورة والخيار كنوع من الزينة للطبق