"المكدوس" وجبة الفطور الحسكاوية
الخميس 22 أيلول 2011
مادة رئيسية ودسمة تفرض نفسها على موائد أبناء الجزيرة، ومهما اختلفت
أنواعها وأحجامها، فيبقى طعهما لذيذاً إذا أخذت العناية الكافية، والطريقة
المناسبة في تجهيزها.
موقع eHasakeh التقى أحد أبناء ريف "القامشلي" السيد "محمد صالح
المحمود" ليتحدّث عن مادة "المكدوس" حيث قال: «تتهيّأ جميع الأسر في
منطقتنا مع اقتراب فصل الشتاء لتجهيز المونة المتعلقة بذلك الفصل، ومن تلك
المواد الرئيسية "المكدوس" الذي نعتبره أغنى وأهم مادة، الجميع يرغبه
الصغير والكبير، يُؤكل في جميع الأوقات، ويكون مغذّياً لدرجة كبيرة، ومن
يكون لديه كفاية في فصل الشتاء يتناوله في باقي الأوقات، وعندما يأخذ حقه
من تأمين المواد الرئيسية، وتقديم أجود أنواع الزيوت والمكسرات والتوابل
تتحول تلك المادة إلى ملكة مائدة الفطور بالتحديد».
أمّا أحد أبناء مدينة "القامشلي" السيد "أحمد حاج محمود" فقد تحدّث عنه
بالقول التالي: «نحن أبناء المدن نعتمد على تلك المادة بشكل رئيسي وخاصة في
الشتاء، لا نستطيع أن نجعل الدار خالية من "المكدوس" نشتهيه في كل وقت،
وبشكل أكبر على الفطور والعشاء، وهو يغذي الجسم لساعات طويلة ومن يتناول
قطعتين لا يجوع لفترة طويلة، ففيه من الفوائد الكثير فمعروف مدى أهمية زيت
الزيتون، فيسكب عليه بكثافة، وتضع عليه المحمّرة أيضاً
فيها الفائدة واللذة، وهذه المادة تكون مع أولادنا بشكل دائم، والذين
يدرسون ويعملون خارج المحافظة، فاعتادوا وأحبوا أكلها من الصغر، ولذلك
عندما تنتهي من عندهم يطلبون إمدادهم بها وعلى الفور، ونسعى دائماً لأن
تكون المادة الرئيسية وهي "الباذنجان الأسود" من أجود الأنواع، ففي العام
الماضي جئنا بها من مدينة "طرطوس"».
وكانت الوقفة مع أحد بائعيها في مدينة "القامشلي" السيد "جهاد بادي حسّو"
حيث قال: «الوقت المناسب والمتوافر لبيع هذه المادة في شهر أيلول بالتحديد،
وتختلف أنواعها وأحجامها، وهناك من يُفضل حجم على حساب آخر، أما الأغلبية
فيطلبون "الباذنجان الأسود" الذي يأتي من مدينتي "حلب، طرطوس" وذلك بسبب
الجودة العالية له وخاصة من حيث مرونته، ولا يحتوي على مرارة كثيرة مثل
الذي يزرع في منطقتنا، أمّا سعره فقد حافظ هذا العام على 25 ليرة سورية
للكيلو الواحد، علماً أنه في السنوات الماضية كان السعر أقل من ذلك، ولكن
الطلب في كل عام يزداد عليه بكثافة».
وكان للموقع وقفة مع ربة المنزل السيدة "حليمة محمد علي" بتاريخ 18/9/2011
لتتحدث عن مراحل تجهيز "المكدوس" عندما بدأت قائلة: «قبل أي شيء
نختار النوع الجيد والمثالي من "الباذنجان الأسود"، ويُفضل أن يكون ذا
الحجم الوسط، ثمّ نبدأ بنزع رأس "الباذنجان" بشكل هادئ، كي لا نقوم بقطع
جلدته السوداء، ثم نضع الماء في القدر حسب الحاجة وحسب كمية "الباذنجان
الأسود"، وعندما يغلي الماء جيداً نضع في القدر "الباذنجان" حتى يتم نضجه
بالشكل المناسب، فتختلف الفترة الزمنية من نوع لآخر، فالقادم من مدينة
"طرطوس" لا يستغرق أكثر من نصف ساعة بسبب جودته ومرونته، والأغلبية يرغبون
به مرناً، بعد ذلك نضع "الباذنجان" في مصفاة كبيرة حتى يبرد بالشكل
المطلوب، وبعدها يتم فتحه من أحد جانبيه، ونضع الكمية المناسبة من الملح في
أحشائه، ويكون التخلص من مرارة "الباذنجان" بشكل نهائي».
وتابعت السيدة "حليمة محمد علي" حديثها عن تجهيز "المكدوس" بالقول التالي:
«بعد ذلك يُوضع "الباذنجان" في مصفاة خاصة، ونضع عليه أوزاناً ثقيلة جداً،
ومن هنا كانت التسمية "بالمكدوس"، ويبقى على تلك الحالة لمدّة يومين، ثمّ
يُسكب على خرقة نظيفة، وتكون الحشوة
جاهزة، والمؤلفة من الجوز والمحمّرة والثوم
والملح، فكل خمسة عشر كيلوغراماً من "الباذنجان" يحتاج إلى واحد كيلو من
الجوز، ورأسين من الثوم والمحمرة حسب الرغبة، وقليل من الملح، ثم نضعه في
علب خاصة للمونة، ونسكب فوقه الزيت وأيضاً حسب الرغبة، فهناك من يُفضل
الزيت النباتي، وآخرون يفضلون زيت الزيتون، وبعد أسبوع يكون جاهزاً لوضعه
على الموائد والبدء بتناوله».