الاثنين 17 تشرين الأول 2011
تتربع "الحسكة" على رقعة كبيرة من الأراضي، الأمر الذي يخلق فيها شيئاً
من التنوع الحيوي والبيئي الطبيعي، لتصبح موطناً متنوعاً لعدد كبير من
الكائنات.
موقع eHasakeh التقى رئيس وحدة البحث البيئي في "محمية جبل عبد
العزيز" المهندس "زبير شيخ موسى العبدو" فقال: «تعتبر "سورية" أحد المسالك
المهمة في طريق الهجرة خصوصاً في "محمية جبل عبد العزيز" الواقعة جنوب غرب
"الحسكة"، لكثير من الطيور القادمة من أواسط "آسيا" وشرق "أوروبا"
و"سيبيريا"، إلى "أفريقيا" و"باكستان" و"الهند"، حيث يلعب موقعها الجغرافي
على خطوط هجرة الطيور أهمية كبيرة، فهي تقع في شمال غرب "الخليج العربي"،
عند مفترق مسلكين هامين جداً من مسالك الطيور المهاجرة، لهذا تعبر أجواءها
أعداد وأنواع كثيرة من الطيور في فصل الربيع، وتقل عنها في فصل الخريف،
ويرجع سبب هذه الظاهرة إلى أن بعض هذه الأنواع، يسلك في الربيع طريقا
مخالفا لطرق الهجرة في الخريف».
وأضاف "العبدو": «تتفادى الطيور المهاجرة في موسم هجرتها المرور فوق الجبال
العالية، أو عبور المسطحات المائية الشاسعة، وهذا ما يفسر عبور الطيور
المهاجرة فوق "سورية"، لوقوعها في الزاوية الشمالية الشرقية للجزيرة
العربية، كما يلاحظ ازدياد أعداد الطيور المهاجرة في بعض السنوات، بينما
تقل أعدادها في سنوات أخرى، ويرجع سبب هذه الظاهرة إلى برودة الشتاء أو
دفئه، فإذا كان الشتاء شديد البرودة في مواطنها الأصلية، فانه يجبر الطيور
الأكثر تحملا للبرد إلى الهجرة جنوباً، وكذلك إذا كان الشتاء غير ممطر في
الجزيرة العربية، زاد هذا الأمر من توقف الطيور في "سورية"، بسبب توافر
الماء بصوره مستمرة على مدار السنة».
وبيّن رئيس وحدة البحث البيئي: «أن عدد أنواع الطيور التي تمر على "سورية"،
تقدر بأكثر من ثلاثمئة نوع من الطيور، أغلبها تحط رحالها في "سورية"، إلا
أن هناك عدداً قليلاً من
الطيور لا تتوقف، بل تفضل إكمال رحلتها وهي في الغالب من الجوارح،
وتعتمد الطيور المهاجرة في تحديد اتجاهاتها على النجوم إذا كان طيرانها
ليلاً، وعلى الشمس والمجال المغناطيسي إذا كان طيرانها نهاراً، لذا فالدقة
مطلب أساسي في تحديد الاتجاه لكل طائر، فأقل درجة من الخطأ في تحديد
الاتجاه يعني ذلك الهلاك والموت الحتمي للطائر».
وأكد "العبدو" «أن الطيور المهاجرة تقطع مسافات كبيرة، تقدر بأكثر من ثلاثة
آلاف كيلومتر، وأحيانا دون توقف لعدة أيام وهذا الأمر يحصل مع عدة أنواع
من الطيور فقط، معتمدة في طيرانها على مخزونها الدهني، وتعتبر "سورية" محطة
من محطات توقف أنواع كثيرة وعديدة من هذه الطيور المهاجرة، لتستعيد قواها
وتتغذى من مراعيها الأمر الذي يساعدها في تكوين مخزونها الدهني من جديد
الذي يعتبر وقودها للطيران».
وذكر "العبدو": «أنه تم الاستعانة بالجمعية الملكية البريطانية لحماية
الطيور /RSPB/، من خلال الخبراء المتطوعين الذين زاروا المحمية، في فترة
المسوحات التي تمت على أربعة، وترافق مع المسح تسجيل بعض أنواع الحيوانات،
التي تم مشاهدتها بالمصادفة وهي "الذئب الرمادي، الجقل، الثعلب، الضبع"،
وقد كانت الدراسة تتم في ساعات الصباح الباكر، حيث يتم المسح داخل مربعات
يتم تحديدها من قبل المراقبين، يستمر العمل ساعتين داخل كل مربع، من خلال
السير ضمن المربع وتسجيل كل أنواع الطيور الموجودة داخله، وتسجيل حالة
الطائر "يطير، على الأرض، على الشجرة، يغرد أو يتغذى"، وقد أجريت المرحلة
الأولى بتاريخ 15/3/2009 شارك فيها الخبراء "مارتن سكوت وهاول ماجوس"، حيث
تم تقسيم المحمية البالغة مساحتها 18900 هكتاراً، إلى مربعات بواسطة جهاز
تحديد المواقع العالمي GPS بمساحة قدرها 2×2
كم للمربع الواحد، وفي نهاية المسح تم تسجيل 92 نوعاً من الطيور
أهمها "الرخمة المصرية، النسر قصير الأصابع، مرزة البطائح، العقاب،
العويسق، الحجل، البومة الصغيرة، الهدهد، السنونو، القبرة، الكروان العسلي،
العندليب".
يتابع رئيس وحدة البحث البيئي: «شارك في المرحلة الثانية التي جرت بتاريخ
20/5/2009 الخبير البريطاني "مايكل دوكهام"، حيث تمت الدراسة بنفس المنهجية
السابقة، وفي هذه المرحلة تم تسجيل قرابة 55 نوعاً من الطيور، والسبب هو
انتهاء موسم الهجرة الربيعية، وأهم الأنواع التي تم تسجيلها، القبرة
الصحراوية، القبرة السماوية، السمامة، أبو تمرة، الروبن"، وأجريت المرحلة
الثالثة في 1/4/2010، شارك فيها الخبير البريطاني "جوناثان باولر"، وتمت
بنفس الآليات السابقة، حيث تم تسجيل قرابة 92 نوعاً من الطيور بين مهاجر
ومقيم، وفي المرحلة الرابعة في 10/9/2010 التي أجريت بمشاركة الخبير
البريطاني "ستيورات بين"، تم تسجيل 91 نوعاً من الطيور المهاجرة والمقيمة،
علماً أن الهجرة نوعان: ربيعية /منتصف الشهر الثالث حتى نهاية الرابع/،
وخريفية من /بداية الشهر التاسع حتى نهاية العاشر/.
وقال مدير موقع "محمية جبل عبد العزيز" المهندس "رياض الطرخو": «تتميز
المحمية بالتنوع الحيوي والبيئي الكبير، نظراً للمناخ الذي يتحلى به الموقع
إضافةً إلى الخضرة الدائمة، إذ نميز في المحمية نوعين مهمين من الطيور،
منها الطيور المقيمة وأهمها "الرخمة المصرية، الشاهين، البومة، القبرة"،
أما الأنواع المهاجرة فمنها "العقاب، النسر، الأبلق"، وتقع المحمية على خط
هجرة الطيور المنطلقة من "كازاخستان" إلى "السودان" لذا يتحتم عليها الوقوف
في المحمية».
وختم "الطرخو": «يتواجد عدد من الثدييات في المحمية مثل "الغزال، الأرنب،
الضبع، الثعلب، الخفاش الكهلي، القنفذ، النيص، الجربوع، فأر الحقل"، كما
تضم المحمية 12 نوعاً
من الزواحف من أهمها، "الورل، رضاع الماعز، السليمانية، البريعصي، الوزقة، الأفعى".
يشار إلى أنه يشرف على مشروع حفظ التنوع الحيوي وإدارة المحميات /محمية جبل
عبد العزيز/، وزارة الزراعة ووزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي