لخميس 06 تشرين الأول 2011
يقال إن فيها يرقد الرسول "حنانيا"، ويقال إن الزيت يخرج من أحد
حجارتها وخاصة في أيام "الصوم"، اسمها يشترك مع الكنيسة "حنانيا" الموجودة
في باب شرقي.
إنها "كنيسة حنانيا- الميدان" التي تقع في "حارة القرشي" في حي
الميدان العريق، موقع "eSyria" زار الكنيسة والتقى الأب "خليل هنا "راعي
الكنيسة الذي تحدث بالقول: «في الحقيقة لا يعرف التاريخ الصحيح لبناء
الكنيسة لكنه بالتأكيد قبل 1815م لأن الكنيسة جددت بهذا التاريخ ويوجد
محاضر جلسات قديمة للجمعيات تدل على أنها أقدم من هذا التاريخ.
الكنيسة كانت عبارة عن بيت عربي قديم قدمته إحدى سيدات حي الميدان وأثناء
فترة حكم الأتراك لسورية ونتيجة الضغوط التي كانوا يمارسونها لم يكن من
السهل ترميم هذا المكان ويقال إن الوالي التركي الذي كان يعيش بدمشق ساعد
على بناء هذه الكنيسة مع أن الأتراك كانوا يمارسون ضغوطا على المسيحيين
بذلك التاريخ ويمنعونهم من بناء الكنائس.
ويقال إن الوالي تراءت له الكنيسة في حلمه وجاء لهذا المكان وشفي من مرض
كان يعاني منه وبعد الذي حدث بدأ يرسل مواد البناء بشكل سري وساهم في بناء
الكنيسة.
وأريد أن أذكر لك أمرا يتعلق بهذا الموضوع فأنا كاهن لهذه الكنيسة منذ 26
عاما وذات يوم وصلني رسالة من فرنسا من أولاد هذا الضابط يقولون فيها "نرجو
إرسال صورة الصليب الذي فوق الإيقونسطانس لأن والدي كان ضابطا في منطقة
الميدان وزار كنيسة حنانيا وشفي من مرضه وهو الآن على فراش الموت ويحلم
بالصليب الذي فوق الإيقونسطانس وهو مضاء"، والحقيقة أنه ما كان منا إلا أن
صورنا الصليب وهو مضاء وأرسلناه لهم».
ويتابع الأب "هنا": «سميت الكنيسة باسم القديس حنانيا الرسول وهو أول
أسقف لمدينة دمشق والرسول حنانيا هو من قام بمسح عيني "شاوول" أو
"بولس الرسول" بعد أن كان قد أصيب بالعمى لأن شاوول كان يضطهد المسيحيين
لكن وبقدرة الرب شفى حنانيا بولس وأعاد له البصر.
لا يعرف أين هو قبر حنانيا لكن يوجد أمر هام وضروري أن تعرفوه وهو أنه في
أحد أطراف الكنيسة يظهر بشكل دائم زيت وخاصة في فترة الصوم المسيحي وعيد
القيامة وقد حاولنا معرفة ما هو الزيت وما سر الموضوع وذلك بعد حصولنا على
إذن من سيدنا البطريرك وقمنا بإزالة البلاط والحفر على عمق 40 سم، وجدنا
كتلة إسمنتية لم نعرف ما هي حاولنا أخذ الإذن لحفرها لكن لم تتم الموافقة
مبررين أنه قد يكون هذا المكان قبر القديس حنانيا ما دفعنا لإعادة البلاط
لوضعه السابق ولابد من الإشارة إلى أنه يحتفل في 1تشرين الأول من كل عام
بعيد الرسول حنانيا».
تقع الكنيسة في منطقة الميدان- حي القرشي وبجوارها يوجد كنيسة قديمة هي
كنيسة "مريم" عليها السلام تبلغ مساحة الكنيسة "500" متر مربع، ندخلها من
الباب الخارجي الحديدي ذي اللون الأسود حيث يوجد فوقه قطعة رخامية كتب
عليها اسم القديس حنانيا وتاريخ الكنيسة وهو الشيء الذي يدل على وجود
الكنيسة في هذه المنطقة للمارين من هذا الحي، وعندما ندخل من الباب الرئيسي
إلى فسحة الدار التي تقودنا من الجهة اليمنى إلى درج، ونصعد منه إلى
الطابق الثاني، نجد عدداً من الغرف وعلى اليسار من الفسحة يوجد بهو ينتهي
بدرج يقودنا للطابق الثاني من
حرم الكنيسة أو ما يسمى "الشعرية".
للكنيسة "فسحة سماوية ثانية" وحولها يوجد عدة غرف أحداها قاعة للاستقبال
وفي إحدى زوايا الباحة باب يقودنا إلى "مدرسة حنانيا الابتدائية المختلطة
التي كانت مع جمعية "حب الرحمة" الخيرية لكن هذا المكان متروك الآن.
الأب "هنا" يضيف بقوله: «ما يميز الكنيسة وجود مائدة واحدة فيها "الهيكل"
على يساره يوجد كرسي بطريركي وهو من الخشب المصدف أما على اليمين فيوجد عرش
أسقفي بسيط وكلها ذات لوني بني.
يوجد في الكنيسة عدد من المقاعد الجدارية إضافة للمقاعد الموجودة في
منتصفها وجميعها من الخشب ذا اللون البني أما سقف الكنيسة فهو عبارة عن
أعمدة خشبية من شجر الحور والصفصاف.
تزين الكنيسة العديد من الأيقونات المميزة القديمة والبعض منها غابت بعض
ملامحه واتمنى عبر منبركم من الناس المتبرعين المساعدة لإعادة ملامحها
وترميمها.
كل الأيقونات مميزة ولا نعرف من هم الرسامون الذين قاموا برسمها، حيث يوجد
"60" أيقونة نشارك بشكل دائم بمعرض الأيقونة الدمشقية بـ"30" أيقونة.
حقيقة أن السياح لا يزورون هذه الكنيسة لعدم علمهم بوجودها لأن الكثيرين
يستغربون وجود كنائس في هذه المنطقة مع العلم أنه يوجد فيها أقدم ثلاث
كنائس "حنانيا وكنيسة مريم والقديس جاورجيوس".
كنيسة حنانيا القريبة من باب شرقي هي ليست الكنيسة الأساسية بل هي المغارة التي هرب منها "شاوول" الذي سمي فيما بعد "بولس".
عن الطراز المعماري للكنيسة قال السيد "فؤاد الحماصنة" مختار حي "الميدان
الوسطاني": «تعتبر كنيسة حنانيا من الأماكن الأثرية التاريخية القديمة في
حي الميدان
العريق الذي يتجاوز عمره 800 عام وهذا مدون على
جدران الكنائس والمساجد الموجودة في حي الميدان، أنا ولدت في منطقة القرشي
مكان تواجد الكنيسة ودرست المرحلة الابتدائية في مدرسة الكنيسة.
بناء الكنيسة يدل على قدمها من فنون معمارية ومن حجر موجود هي عبارة عن بيت
عربي قديم يمثل النمط الدمشقي بكل الزخارف الموجودة فيه، وما يميزها أن
"السقف والأبواب والمقاعد والأيقونات" كلها من الخشب ذا اللون البني تزين
أبوابها زخارف جميلة تحتوي الكنيسة على عدد من الأقواس الإسمنتية التي تضفي
عليها طابعا خاصاًْ