الأربعاء 21 أيلول 2011
استقبلت حشود كبيرة في مطار "القامشلي" الدولي المطران "عبد الأحد كلّو
شابو" مطران "السويد والدول الاسكندينافية" قادماً من هناك، راغباً في
معانقة وطنه، ومتلهفاً لرؤيته، وحاملاً معه رسالة المحبة والسلام لجميع
أبناء بلده.
موقع eHasakeh وبعد ساعات قليلة من وصول المطران زاره في منزله
بمدينة "القامشلي" بتاريخ 20/9/2011 وتحدّث عن سعادته لوجوده في مدينته
بالقول التالي: «بداية لابدّ وأن أعبّر عن فرحتي الكبيرة بوصولي إلى بلدي
ومدينتي بشكل مباشر من "السويد" إلى مطار "القامشلي" الدولي، وهي المرّة
الأولى التي يتحقق هذا الشيء، وما كان ليتحقق لولا الجهود الجبّارة من
المعنيين في هذا البلد المعطاء، والسعادة الأغلى التفاف واستقبال الأهالي
لي من جميع الطوائف والأديان، ولم تهدأ تهاني السلامة منهم حتّى اللحظة».
أمّا عن أسباب زيارته فقد تحدّث عنها المطران "عبد الأحد" قائلاً: «قدومي
لبلدي كي أثبت للناس جميعاً بأنّ وطننا في وجداننا مهما ابتعدنا عنه، وليس
من المعقول أن نطرق بابه في الأفراح فقط، وبالمناسبات الرسمية، بل الزيارة
وفي هذا الوقت بالتحديد لنقول ونشجّع المغتربين بأن ينهجوا نهجنا، وكي
يشاهدوا بلدهم بأنه بخير، فنحن نشاهده عن قرب، فالرسائل التي يحاول البعض
إيصالها للمغتربين ويريدون إدخال الرعب في قلوبهم عندما يروّجون بأن البلد
يحترق بالدم والنار، فعملنا في الخارج على نفي هذه الأكاذيب، وهي افتراء
على "سورية"، لأن ضمن خطة المؤامرة القضاء
على السياحة، فكان ردّنا ورد المغتربين بتكثيف الزيارات للبلد، وجاءت
أكثر من طائرة خاصة لدعم ذلك، ومع عودتهم جاؤوا برسالة "سورية بخير" لأنهم
لمسوا الواقع وشاهدوا البلد على حقيقته».
وتابع المطران "عبد الأحد" عن معاني زيارته بالقول التالي: «ازدادت سعادتي
عندما امتزج الفكر بالواقع وأنا أرى الشعب في اطمئنان، ويعيش بسعادة كبيرة،
وهناك الآمن والتآخي، وبما أن الوطن لجميع المواطنين فلاحظت الصدق
بمحبتهم، وتربط الأهالي معاملة طيبة، تزينها هذه اللوحة الفسيفسائية
الجميلة، وما استقبالي من القريب والغريب، من البعيد والصديق ومن كافة
الأديان، فالعلاقات والصادقات المتينة والقوية التي تجمعنا في المدينة
والبلد أكبر من كل المؤامرات، فنحن نصلي وندعي من أجل رفعة ونصرة "سورية"،
حتّى في الخارج فمنابر كنائسنا أصبحت في سبيل ذلك ومن أجل المحبة والوئام
للوطن ولأبناء الوطن، ومن خلال الكنيسة وكل الأبنية والمؤسسات التي لها
علاقة بها ندعو للوقوف جنباً إلى جنب للدفاع والعمل من أجل مصلحة "سورية"،
فالغالبية الساحقة هم مع بلدهم الآمن ومع مسيرة الإصلاح التي يقودها السيد
الرئيس».
وللمطران "عبد الأحد" حديثه عن واقع الوطن عندما قال: «أقولها بصراحة أن البعض كان
ينتظر تنفيذ الإصلاحات بما يناسب أمن وسلامة البلد، وكما يريدها
المواطن ومهداة من الوطن، وهناك تجاوب من 99% من المواطنين لدعم هذه
الإصلاحات ونحن في مقدمتهم، ولي عتب على الذين يدّعون انتظارهم عقوداً
للإصلاح، ويقولون بأنها لم تُنفذ، والإصلاحات الكثيرة التي تحققت لا يشعرون
بها، فالذي انتظر عقوداً يستطيع الانتظار لأشهر ليرى مسيرة الإصلاحات
الأخرى، ومن أجل "سورية" والذي لا يريد مصلحة البلد فليس مستعداً للانتظار
حتى لساعات قليلة، بل حتى البعض من المعارضين يرفض الحوار والتفاوض، أمّا
رسالتنا فنقولها بأن البلد ليست طبخة رخيصة نأكلها في "فرنسا، السويد"
أو..».
واختتم المطران "عبد الأحد" كلامه بالرسائل التالية: «نحمل رسالة المحبة
والوئام للبلد وأهله، فالبلد لنا جميعاً وليس محتكراً لأحد، ويجب أن نكون
صفاً واحداً بالحب والأخوة والتسامح لنعيش بأمان، وليس باستخدام السلاح
والذين يبحثون عن تدمير البلد، وهي الطامة الكبرى، ومرفوض بجميع الأشكال،
ونرفض تدخل أي إنسان غريب مهما يكن وأين يسكن، وسأقول كلاماً قلته سابقاً:
"سورية" ليست بحاجة إلى أخذ الدروس في حمل السلاح، وإنما في إلقائه فهل من
المعقول أن نرفعه في وجه بعضنا البعض، بل
يجب زرع التوافق والاتفاق بيننا، علينا أن ننظر
ببصيرة قريبة والمثل الأقرب "العراق" فأخذ الأخ يقتل أخاه، والعشيرة تقتل
العشيرة، ونشر الكراهية والتفجيرات، والأحقاد وكل ذلك بسبب تدخل الأجنبي،
فنحن في بلد نعرف كيف نتعامل مع بعضنا البعض فهو بلد الجميع، ويشارك فيه
الجميع، وستبقى صلواتنا من أجل المحبة والإخاء، ومن أجل السيد الرئيس هذا
الإنسان القائد المؤمن المثقف والمسالم».