"الوشوو" رياضة الفنون القتالية من "حلب" أولاً
الثلاثاء 20 أيلول 2011
حرص المدرب "محمد محو" على أن يجد لرياضة "الووشو" طريقاً لرياضيي
"حلب" ليتعرفوا على ذلك الفن الرياضي الكبير على الرغم من عدم انتشارها في
صالاتنا الرياضية.
يعرفنا المدرب "محمد محو" على معنى وتاريخ رياضة "الووشو" بقوله:
«رياضة "الووشو" من رياضات الدفاع عن النفس فهي تهذب الأخلاق وتحسن سلوك
الفرد من خلال احترام الزملاء في التدريب، وهي رياضة تقوم على مبدأ الدفاع
عن النفس وليس الهجوم، فلا خوف من أن يصبح الطالب إنساناً مؤذياً بل على
العكس يصبح فعالاً في المجتمع يدافع عن نفسه وعن الآخرين إذا اقتضى
الأمر».
ويضيف الأستاذ "محو" قائلاً: «تقسم "الووشو" في البطولات إلى قسمين "ساندا وتاولو".
* ساندا: وهي القتال وتتم المنافسات فيها بحسب أوزان اللاعبين وفيها يستخدم
المقاتل اللكم والركل والإسقاط وإخراج اللاعب خارج الحلقة.
* التاولو وهو الاستعراض وتتم المنافسات بحسب الأسلوب فيوجد له عشرة أساليب
هي ثلاثة أنوع من القبضات (الشمالي والجنوبي والتايجي). وأربعة أنواع من
الأسلحة القصيرة "السيوف" وهي (سيف الشمالي- سيف الجنوبي- سيف التايجي- سيف
الرفيع). وثلاثة أنواع من الأسلحة الطويلة وهي (العصا الشمالي– العصا
الجنوبي– الرمح)».
أما عن تاريخ اللعبة وتأسيسها في العالم فيضيف بالقول: «بعد تأسيس جمهورية
الصين الشعبية عام 1949م عملت الحكومة للحفاظ على ميراثها من ألعاب
"الووشو" الصينية وتنظميها ورفع فعاليتها باعتبارها تراثاً حضاريّاً للأمة
الصينية، فقامت بتأسيس الجمعيات وتنظيم المباريات وكذلك نشر الكتب، وإنتاج
الأفلام حول هذه الألعاب، وقد لاقت إقبالاً كبيراً من أبناء الشعب، ففي عام
1953م أقيمت الدورة الأولى لعروض الرياضة البدنية القومية ثم أعقبتها
مهرجانات عديدة لمباريات "الووشو" وعروضها، وتقام أمثال هذه المهرجانات
سنويّاً بل إن الصين اليوم جعلت "الووشو" مادة دراسية أساسية، واعتبرت في
معاهد ومدارس التربية البدنية مادة متخصصة
كل هذه الجهود كان لها أكبر الأثر في إقبال الشعب على هذه الفنون، وغالباً
ما تجد الطرق والحدائق ممتلئة بالممارسين لهذه الفنون وهو ما يشكِّل مناظر
رائعة ملأى بالحيوية.
"الووشو" باللغة الصينية منقسمة إلى كلمتين الأولى: (وو) والتي تعني مهارات القتال العسكرية وكلمة (شو) التي تعني (الفن)،
لهذا فالمعنى القريب باللغة العربية لهذه الكلمة هو الفنون القتالية
العسكرية أو فنون المهارات القتالية، فالمهارة والإتقان والتفوق كلها معاني
لهذه الكلمة.
و"الووشو" تحمل في طياتها الكثير من الأسرار المتعلقة بكيفية التوافق
النفسي والجسماني، ويرى الكثير من الرياضيين أن بقية الرياضات الأخرى في
الدفاع عن النفس كالتايكواندو الكورية والكاراتيه اليابانية والملاكمة
التايلاندية ما ظهرت إلا بعد ظهور "الوشوو" الصينية، بل ذهب بعضهم إلى
القول إن جميع الرياضات القتالية في شرق آسيا انشقت من رياضة "الووشو" لقدم
تاريخ هذه الرياضة وانتشار مدارسها في الصين وما حولها على مدى تاريخها
الطويل».
وعن البلدان المشهورة بممارسة هذه الرياضة أجاب المدرب "محمد محو" قائلاً:
«في "الصين" وتحديداً في بكين يوجد العديد من الأماكن والصالات الرياضية
المتخصصة، فجامعة الرياضة في بكين هي إحدى الجامعات الأكاديمية التي تعد
الكثير من اللاعبين والخبراء والحكام لهذه الرياضة، ويشارك طلاب جامعة
الرياضة ببكين في العديد من المسابقات ويقدمون مستويات متقدمة، ويكفي أن
نذكر هنا أن أحد أبطال أفلام الحركة الأمريكية في الوقت الحالي (جت لي) أو
(لي ليان جيه) هو أحد خريجي هذه الجامعة.
وعندما نتحدث عن "الووشو"، لا بد أن نذكر معبد "الشاولين" في مقاطعة
"خانان" والذي يعتبر مهد رياضة "الوشوو". لقد كان هذا المعبد محاطاً
بخصوصية بالغة. وظل الأجانب يحلمون منذ قديم الزمان بتعلم الكونغ فو هناك
وحتى وقت ليس ببعيد، كان يمنع دخول الأجانب لحضور دروس "الوشوو" في المعبد،
وكان تعليم "الوشوو" ينحصر على الصينيين أنفسهم فقط.
أما اليوم فهناك العديد من مدارس "الووشو" قرب المعبد في مقاطعة "خانان"
والتي يقصدها الآلاف من الشباب المولعين بهذه الرياضة. بالإضافة إلى ذلك تم
بناء (دار كونغ فو شاولين) والذي يغطي مساحة 4472 مترا مربعا بغرض قبول
التلاميذ الأجانب بصورة رئيسية.
وعن دخول اللعبة لرياضتنا السورية أجاب المدرب "محو" قائلاً: «بدأت الووشو بشكل رسمي في سورية في عام
2005 وتم تشكيل منتخب بإشراف اتحاد رياضة "الكيك بوكسينغ" وتم تسمية
الاتحاد فيما بعد باسم اتحاد "الكيك بوكسينغ والووشو" وفي هذا العام تم
تشكيل لجان عليا لنشر "الووشو" في المحافظات السورية وهم "جورج دورني- محمد
محو- علاء الدين تمر- بسام المصري- أسامة قطقوط" ويتم حالياً دراسة طرق
الارتقاء برياضة "الووشو" إلى المستوى العالمي عن طريق تبني اللاعبين
الصغار وتدريبهم بطرق علمية.
وعن تاريخ المدرب "محمد محو" في رياضة "الووشو" تابع حديثه قائلاً: «أنا
عضو اللجنة الفنية للكيك بوكسينغ والووشو بحلب وأمين سر اللجنة العليا
للووشو بسورية ومحاضر في الاتحاد العربي للووشو كونغ فو في دورة العقبة
2006 ومدرب عربي ودولي خضعت لدورة "ووشو" في جمهورية الصين، وعضو بالاتحاد
الدولي، ومدرب منتخب سورية للوشو، ومدرب في نادي التمريض ونادي الحرفيين
ونادي النيرب».
وبالانتقال لما تعانيه رياضة "الووشو" قال المدرب "محمد محو": «عانت
"الووشو" من تهميش للمدربين الأكفاء في الاتحادات السابقة لذا فقد تم
مقاطعة الاتحاد من قبل المدربين ما أوقف النشاط لمدة عامين وبعد أن تم
تشكيل اتحاد جديد بدأت عودة النشاطات بشكل كامل.
إضافة إلى ذلك تعاني "الووشو" من ضعف المتابعة الإعلامية وعدم اهتمام وسائل
الإعلام بها مع العلم أن هذه الرياضة تم اعتمادها في أولمبياد بكين عام
2008 وهي ستصبح معتمدة بشكل كامل عام 2020 أي إنها أصبحت رياضة أولمبية.
ولا أنكر أن رياضة "الووشو" تتلقى الدعم الكامل من فرع الاتحاد الرياضي
بحلب وخاصة مكتب ألعاب القوة وتعتبر "حلب" معقل رياضة "الووشو" في سورية
وفيها أبطال على المستوى العربي وقارة آسيا. ويعتبر نادي التمريض من أهم
الأندية لهذه اللعبة فقد أحرز المركز الثالث في بطولة الأندية العربية
للووشو المقامة في الأردن سنة 2010 وكان عدد الأندية المشاركة أكثر من
ثلاثين نادياً».
اللاعب "محمود عبد الحي" ممارس للعبة "الووشو" من عام 2006 حدثنا عن ممارسته لها بقوله: «الووشو
رياضة ممتازة علمتني حركات للدفاع على النفس
واكتسبت لياقة بدنية عالية لجسمي وشجعني أحد أصدقائي على ممارسة هذه اللعبة
وأنا ألازم المدرب "محمد محو" وأشكره جزيل الشكر لأنه من المدربين القلائل
الذين يقدمون أساليب التدريب السليمة الرياضية للووشو ليس كما يروجها
البعض، وأنا شاركت ببطولة أبطال العرب بالأردن وأحرزت الحزام الأسود واحد
دان».
وبالاتجاه للجيل الجديد للعبة التقينا اللاعب "أحمد زيدان" من مواليد عام
1999 حيث وضعنا بصورة ممارسته للعبة على يد المدرب "محمد محو" قائلاً:
«أمارس "الووشو" منذ عام والنصف، وقد شجعني والدي عليها وهو يلعب الكيك
بوكسينغ، اخترت رياضة "الووشو" لأنها رياضة شاملة لأكثر من لعبة كالهوائيات
والقتال والاستعراض وتنشط ذهن الرياضي أكثر من أي لعبة».