admin الادارة
الصفة : الصفة : الأوسمة : المزاج : المهنة : بسكوتي الفضلة : مشروبي المفضل : الدولة : الابراج : عدد المساهمات : 1340 نقاط : 3930 السٌّمعَة : 6 تاريخ الميلاد : 01/06/1989 تاريخ التسجيل : 21/07/2011 العمر : 35 الموقع : سوريا الله حاميها المزاج : نحمد الله
بطاقة الشخصية الصفة: أحلى شي سويتو بحياتي: آخـر مواضيعي | |
| موضوع: "الدانوكة" و"القاقبي" لتحضير مؤونة الشتاء الأربعاء سبتمبر 14, 2011 8:48 pm | |
| الأربعاء 14 أيلول 2011
لا تقتصر عملية سلق القمح أو "السليقة" على كونها عملية لتأمين مؤونة فصل الشتاء من "البرغل"، بل تتعداها من حيث كونها طقساً اجتماعياً يجمع أبناء الحارة الواحدة.
موقع eHasakeh رصد لكم هذا الطقس عبر مجموعة من اللقاءات.
بدايتنا كانت مع السيدة "حبيبة يعقوب" لتحدثنا عن عملية إعداد "السليقة" فقالت لنا: «بعد انتهاء موسم حصاد القمح، يتم فرز وتنظيف قسم من المحصول من الشوائب المختلفة وتحضيره للسليقة "دانوكه" باللهجة الازخينية، ومع بدايات شهر أيلول يبدأ الاستعداد للسليقة وذلك بغربلة القمح لتخليصه من حبات التراب والحصى والقش وحبات الشعير والشوائب الأخرى، ثم تليها عملية "تصويل" القمح أي نقعه في الماء لتنظيفه من الغبار بغسله بالماء النظيف لعدة مرات حتى ينظف تماماً، ومن بعدها يتم تحديد موعد "السليقة" الذي يكون بالدور بشكل يومي لأحد البيوت أو أكثر من الحارة بمشاركة أبناء الحارة كباراً وصغاراً بعد إبلاغهم بموعد "السليقة"، والذي هو في الأغلب عند مغيب الشمس بعد أن يتم حجز "الدست" الكبير للسلق أو ما يعرف باللهجة الازخينية "القاقبي"، وتكون مملوكة لأحد البيوت ويكون الحجز مقابل أجر بسيط رمزي وبعضهم يعطيها كخير عن أرواح الموتى، و"القاقبي" هي عبارة عن وعاء كبير من النحاس أو الحديد يتسع لما يقارب 150 الى 200 كيلو غرام من القمح، ويتم تعبئته بالماء بعد أن تكون قد وضعت على أحجار كبيرة أو بلوك، ومن ثم يتم جلب الأخشاب والتي يُطلق على القطع الكبيرة منها "القرم" إضافة "للجلة" التي هي روث البقرة المجفف أو الحطب أو ملابس بالية».
وتتابع "يعقوب": «خلال فترة غليان الماء يتم تحريك "السليقة" باستمرار من خلال ملعقة كبيرة مثقبة حتى لا يلتصق القمح بالدست، مع مراقبة النار حتى لا تنطفئ بإضافة "القرم" إليها، وبين الفترة والأخرى يتم إخراج كمية من "السليقة" وتذوقها للتأكد من نضجها، وتتراوح المدة للسلقة الواحدة ما بين الساعة والساعة والنصف ويُستدل على نضج القمح بانتفاخ حباته».
وتختتم "يعقوب": «أثناء عملية السلق يجلب أهل الحارة البصل والبطاطا والذرة وبعض قطع اللحم المتوافرة، ويضعونها في النار إضافة لأبريق الشاي الضيف الحاضر دائماً».
ونتابع جولتنا مع السيدة "نعيمة مراد" التي تتابع القول: «ما إن تنضج "السليقة" حتى تبدأ عملية تجفيفها قليلاً من الماء بواسطة مصفاة خاصة، ليتم نقلها بالأسطل إلى الاسطحة التي تم شطفها مسبقا ليتم فرشها على شكل طبقة رقيقة على السطح، وتوكل مهمة نقل "السليقة" بالسطول الى الأسطح إلى الشباب والصبايا، ومن ثم يتم تحريك "السليقة" فجر كل يوم على شكل خطوط وبعض الأحيان كان يتم تحريكها بالأرجل التي يجب أن تكون مغسولة جيداً، حتى يجف القمح بشكل جيد بعد ان يكون قد تعرض لأشعة الشمس لعدة ايام حتى لا يتعفن وكي تتصلب حبة القمح».
وتضيف "مراد": «من المتعارف عليه أنه مع انتهاء عملية السلق يتهافت الاطفال وكل يحمل صحنه ويطلب سليقة، فيتم تعبئة صحنه بسرور ويُرش عليها السمسم والسكر والبزورات والقليل من السمن حتى تمتاز بنكهة خاصة ومميزة، وهناك اعتقاد سائد أن البركة تزداد في "السليقة" كلما أكل منها أحد قبل أن تصل إلى السطح، وبعضهم يعتبر أكل "السليقة" كسر للشهية منها».
وتختتم "مراد" بالقول: «بعد يباس القمح وإعادة غربلته من جديد لتنظيفه من الشوائب التي تكون قد التصقت به أثناء عملية التجفيف، يتم جمعه في أكياس نظيفة لحين جرشه إما عن طريق "الجاروشة" أو "الرحى" التي هي عبارة آلة من حجر البازلت، وعندما يدور حجر "الرحى" فإنه يمر فوق حبات القمح التي توضع في فتحة دائرية صغيرة في وسط الحجر العلوي فتطحن تلك الحبات شيئاً فشيئاً، وكلما دار عليها حجر الرحى تصبح "برغلاً" ناعما وعند تخفيف الدوران نحصل على "البرغل" الخشن، أو عن طريق المطحنة حيث ينتج عنها "البرغل" الخشن و"البرغل" الناعم و"السميد" و"النخالة" وهي تستخدم كعلف للحيوانات».
السيد "عبد الاحد زكو" المتواجد بجانب النار قال لنا: «لا يمكن مقارنة "البرغل" الذي نشتريه من السوق بالبرغل الناتج عن "السليقة"، الذي يتميز بطعمه اللذيذ وقيمته الغذائية، والبرغل من المواد الرئيسية في طبخات الشتاء في "المالكية" من قبيل "الحنطية" و"الكبيبات" و"الكبة"».
أما الاستاذ "يوسف مراد" فقال: «"السليقة" عادة ضاربة في القدم، حيث يعود أول ذكر لها إلى ما قبل الميلاد في سفر "الملوك الثاني" 40:4 في العهد القديم" وكان جوع في الأرض، وكان بنو الأنبياء جلوساً أمامه، فقال لغلامه ضع القدر الكبيرة وأسلق سليقة لبني الانبياء"، وقد تغيرت بعض عادات السلق من قبيل ما يُستعمل في نار "السليقة" التي كانت تعتمد اعتماداً كلياً على روث الحيوانات "الجلة"، أو من ناحية استعمال الآلات الحديثة في جرش "السليقة"، ولكنها بقيت محافظة على عادة اجتماع أهل الحارة، وإقامة طقس "السليقة" في اجواء احتفالية تجسد المحبة والتعاون بين أهل الحارة الواحدة».
ويختتم "مراد" بالقول: «لا يقتصر استعمال "السليقة" كمؤونة فقط، بل هناك عادة استعمالها للاحتفال بالأطفال عند بدء ظهور أسنان الطفل اللبنية، حيث تطبخ أسرته "السليقة" وتزينها بالمكسرات وتدعو أبناء الأهل للاحتفال به».
| |
|